فولكس فاجن تخطط لإغلاق ما يصل إلى ثلاثة من مصانعها في ألمانيا، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ العلامة التجارية، حيث تسعى الشركة لخفض تكاليف تتجاوز 4.3 مليار دولار.
الاتحاد العمالي القوي للشركة يلوح بخيارات الإضراب لمنع هذه التخفيضات. يُذكر أن طرازات جولف R وGTI التي تُباع في الولايات المتحدة تُصنّع في مصنع فولفسبورغ بألمانيا، ما يعني أن الإغلاقات المحتملة قد تؤثر على الإنتاج.
تحديث 20/12/2024: توصلت فولكس فاجن إلى اتفاق مع اتحاد العمال الأوروبي يمنع إغلاق المصانع والإضرابات الجماعية. تشمل الصفقة تخفيضات “اجتماعية مسؤولة” لأكثر من 35,000 وظيفة في مصانع الشركة بألمانيا بحلول عام 2030، إلى جانب تقليص الإنتاج بمقدار 734,000 وحدة، وفقًا لتصريحات الشركة. وأوضحت فولكس فاجن في بيان صحفي أن هذا الاتفاق سيساعدها على توفير 15 مليار يورو سنويًا على المدى المتوسط.
جدير بالذكر أن فولكس فاجن لم تغلق أي مصنع في ألمانيا منذ تأسيسها قبل 87 عامًا. ومع أن الشركة لم تُصدر تصريحات رسمية عن التطورات الأخيرة، إلا أن رئيس مجلس العمال أعلن عن خطط لإغلاق ثلاثة من مصانعها الألمانية، بحسب تقارير وكالة رويترز.
تأتي هذه الخطوة في إطار حملة ضخمة لتوفير التكاليف، تتضمن تخفيض أجور العاملين بشكل عام. وتعاني فولكس فاجن من تباطؤ اقتصادي في أوروبا، وتراجع المبيعات في الصين، إلى جانب تهديد متزايد من واردات السيارات الصينية.

منذ سبتمبر الماضي، بدأت الأزمة تتصاعد عندما أشار كبار المسؤولين التنفيذيين في فولكس فاجن لأول مرة إلى صعوبات متوقعة في عملياتها بألمانيا. وقد انتقدت نقابات العمال القوية في الشركة هذه الإجراءات، مشيرة إلى عدم وجود خطة واضحة لضمان الربحية المستقبلية.
صناعة السيارات في ألمانيا مكلفة للغاية؛ إذ يبلغ متوسط راتب موظف فولكس فاجن في مصنع فولفسبورغ حوالي 80,000 دولار، مقارنة بمتوسط 20,000 دولار فقط لموظف في مصنع الشركة في بويبلا، المكسيك، مع مراعاة اختلاف تكلفة المعيشة بين البلدين.
تتضمن خطط فولكس فاجن خفض الرواتب بنسبة 10% لجميع الموظفين، مع تجميد أي زيادات في الأجور لمدة العامين المقبلين. كما سيتم إغلاق ثلاثة مصانع على الأقل، مع تقليص عدد العاملين في مصانع أخرى.
أما بالنسبة للسوق الأمريكية، فإن سيارات فولكس فاجن الأكثر مبيعًا مثل تيجوان وجيتا تُصنع في مصنع بويبلا بالمكسيك، لذا من غير المتوقع أن تتأثر هذه الطرازات بشكل كبير بعملية إعادة الهيكلة. وعلى الرغم من انخفاض طفيف في مبيعات فولكس فاجن في الولايات المتحدة مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الإمدادات من سيارات ذات هوامش ربح مرتفعة مثل أطلس، التي تُصنع في ولاية تينيسي، ستظل قوية، مما يحافظ على رضا الوكلاء.

للأسف، بالنسبة لعشاق السيارات، فإن طرازي جولف R وGTI لا يزالان يُصنعان في مصنع فولفسبورغ بألمانيا، ومن المحتمل أن تواجه عمليات الإنتاج تأخيرات بسبب هذه الأوضاع. كما أُشير سابقًا، فإن اتحاد عمال فولكس فاجن يُعد كيانًا قويًا وقد بدأ بالفعل في التلميح إلى إمكانية اتخاذ إجراءات إضراب لمواجهة التخفيضات المخطط لها.
توظف فولكس فاجن حوالي 680,000 شخص على مستوى العالم، ويعيش ويعمل حوالي سدس هذا العدد في ألمانيا.
قد تبدأ تحركات العمال في وقت مبكر من ديسمبر، مع تعبئة النقابات للحفاظ على وظائف المصانع في ألمانيا. في الوقت نفسه، خفّضت فولكس فاجن توقعاتها لعام 2024 بالفعل، وتعتزم الإعلان عن نتائج الربع الثالث قريبًا، والتي يُتوقع أن تكشف عن صورة قاتمة للوضع الحالي.